تِرْيَــاقُ الخَطِيئَــةِ .,!
مُعَلَّقٌ يَا قَلْبِيْ فِيْ ذَاتِ سَمَاءٍ
طِرْ بـِ سَلاَمـٍ فِيْ هَوْجَاءِ الرِّيَاحِ
فـَ بـِ اللهِ عَلَيْكِ يَا رِيَاحَ الشَّمَالِ زُفِّيهِ إِلَىْ حَيْثُ اللاَّ أَرْضْ
حَيثُ اللاَّ حُبْ إِذْرِفِيهِ كَـ دَمْعٍ بِـ غَيْمَةٍ حَبْلَىْ بِـ الأَلَمْـ
فَـ أَوْرَاقُ عَفْوِ الزَّمَانِ صَدِئَتْ يَا آلَ مَاجِدَةْ مِنْ صَدِيدِ الَأمَلْ
تَسَلَّقْتُ جَبَلَ البُكَاءِ وِإنْحَنَيْتُ أَسْفلَ سَفْحِ الصَّفْحِ بِـ غَيْرِ ذَنْبٍ
بَحْثًا عَنْ لَوْحَةٍ أُخَبِّئُ بِهَا مَابَقِيَ مِنْ أَنَاتِيْ
مِنْ مُخَلَّفَاتِ حَرْبِ حُبْ
بـِ الأَمْسِ كَانَ الغَرَامُـ خَرِيطَتِيْ
والآنَ أَصْبَحَ مَعْقَلاً لـِ الفَقْدِ
إِمْتَثَلْتُ لِـ سَيِّديْ الغَرَامـُ فَـ شَيَّدْتُ قُصُورًا بِـ دِفْءِ العِشْقِ
ولَمْـ أَعْلَمْـ أَنَّهَا مُنْذُ البِدَايَةِ حَفَرَتْ قَبْرَ النِّهَايَةِ
وحدَّدَتْ مَوْعِدَ الجَنَازَةِ لِـ تُشَيِّعَنِيْ بـِ كَفَنِ الهَدَمـْ
يَا لَيْتَنِيْ لَمـْ أُتْقِنْ يَوْمًا صُنْعَ البَوْحِ لِـ زَفِّ الحُبِّ
لَـ كُنْتُ اليَوْمَـ مِنَ النَاجِينَ مِنْ سِيَاطِ الفَقْدِ
لَكِنَّهُ القَدْرْ مَامِنْ مَفَرْ
يَا مَنْ كُنْتِ رَاهِبَةً فِيْ مَعْبَدِ عِشْقِيْ
لاَ أَعْلَمُـ صِدْقًا إِنْ كَانَتْ أَنَامِلِيْ مَنْ تَذْرِفُ الحِبْرَ
أَمْـ هِيَ صِغَارُ مُقَلِيْ زَخَّتْهُ مِنْ أَحْدَاقِيْ
أَمْـ عَشِيرَةٌ مِنَ الوَجَعِ تُقِيمُـ فِيْ بُؤِرَةِ أَشْجَانِيْ
أَيَا إِمْرَأَةً سَقَطَتْ مِنْ عَرْشِ الأَبْجَدِيَّاتِ فِيْ يُونْيُو المُنْصَرِمـْ
لـِ تَصْفَعَ خَدَّ الكَلَمـْ لـِ تَنْعَتَهُ بِـ الشَّهَوَاتِ
لـِ تُزَيِّفَ نُونًا وضَادٍ وتَبْتُرُ الحَرْفَ
أَحَطْتُكِ بـِ أَسْوَارِ قَلْبِيْ وحَفِظْتُكِ بِـ سِيَاجِ حُبِّيْ
فَـ أَضْرَمْتِ نَارًا أَحْرَقَتْ جِسْرًا مِنْ خَشَبِ الوِصَالِ
لِـ تَتَطَايَرَ مُعْظَمُـ الأَشْيَاءِ بِيْ كـَ رَمَادِ عُودِ ثِقَابْ
كَفَرْتُ بِـ كُلِّ النِّسَاءِ وآمَنْتُ بِكِ
وحَرَّمْتنِيْ عَلَىْ نَفْسِيْ وَوَهَبْتُنِيْ لَكِ
فـَ قَذَفْتِنِيْ مِنْ عُلُوِّ أَكْتَافِكِ الشَّاهِقَةِ
وبَيْنَ شُقُوقِ الأَتْرِبَةِ صَدَّرتِ أَكْفَانِيْ
إِقْتَلَعْتِ خَاتَمـَ حُبِّيْ وأَسْقَطْتِ عُلْبَةِ ذِكْرَيَاتِيْ
وفِيْ ظِلِّ إِنْكِسَارِيْ رَفَعْتِ مِنْدِيلَ نِسْيَانِيْ
لـِ تُجَفِّفِيْ دَمْعَ الزَّيْفِ عَلَىْ وِجْنَتَيْكِ
حِينَ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الحَقِيقَةْ أَسْدَلْتِ سِتَارَ الحِكَايَةِ
لِـ أُحْرَقَ بـِ أَشِعَّةِ الفُرَاقِ
يَامَنْ تَرَبَّصْتِ ذَاتَ يَوْمـٍ بـِ أَنْفَاسِيْ عِنْدَ مَدَاخِلِ أَوْرِدَتِيْ
لِـ تَتَوَرَّمَـ خَلاَيَايَ بـِ نُطْقِ ِإسْمِكِ
تَعْتَرِينِيْ اليَوْمـَ رَغْبَةٌ لـِ سُجُودِ السَّهْوِ لـِ أُجَبِّرَ كَسْرِيْ
قَدِ اِرْتَطَمْتُ بِـ حَائِطِ أَصَابِعِ الوَدَاعِ
لـِ تُسْدَلَ ظَفَائِرُ اللَّيْلِ الحَالِكَةِ ويَغِيبُ قَمَرِيْ
الَّذِيْ سَعَلَنِيْ بِـ وَهْجِ نُورِهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ
كـَ رَذَاذِ حَنِينٍ زَخَّاتٍ عَلَىْ مَسَامَاتِ قَلْبِكِ
أَتَعْلَمِينْ تَنْتَابُنِيْ الآنَ قَشْعَرِيرَةٌ هزَّتْ عَرْشَ فُؤَادِيْ
فـَ حَوْلَ شِفَاهِيْ أَسْئِلَةٌ سـَ تُمْطِرُهَا فَاهُ السَّمَاوَاتِ عَلَيْكِ فِيْ طِهْرِ الغَيْبِ
رَاحِلٌ أَلـْ أَنـَا وسـَ تَبْقَىْ أَشْبَاحِيْ تُلاَحِقُكِ
إِلَىْ يَوْمـٍ تُحْشَرِينَ وقَلْبِيْ أَسْفَلَ التُّرَابِ
مُسَافِرٌ بـِلاَ عِنْوَانٍ فـَقَدْ أَجْرَمْتُ فِيْ حَقِّيْ نَفْسِيْ
وإِقتَرَفْتُ خَطِيئَةَ الحُبِّ
فِعْلاً صَدَقْتَ يَا قَلَمِيْ حِينَ قُلْتَ ذَاتَ مَسَاءٍ
لاَ أَمْوَاتَ يُبْعَثُونَ لِـ الحَيَاةِ لِـ يُخْبِرُونَا أَنَّ الحُبَّ عَلَيْهَا هُرَاءْ
فَـ سَامِحْنِيْ يَا سَيِّدِيْ الغَرَامـْ أَنْتَ كِذْبَةْ
مُتْ بِـ حَسْرَتِكَ فـَ لَنْ أَكُونَ بَعْدَ الآنِ وَجْبَةً مُسْتَسَاغَةً لـِ أَلاَعِيبِكَ
وسَامِحْنِيْ رَفِيقِيْ الوَجَعِ لـِ أَنِّيْ لَمـْ أَرْبُطْنِيْ بـِ قَدَمَيْكَ
ولَمـْ أُقَبِّلَ يَدَيْكَ لِـ تَحْفُرَ أَنْيَابَكَ بـِ عُنْقِيْ
فـَ واللهِ لَوْ بَقِيتُ فِيْ نِيرَانِكَ مُحْتَرِقًا
أَهْوَنُ مِنْ إِخْمَادِيْ وإِشْعَالِيْ فِيْ مَخْدَعِ الفُرَاقِ
صَكُّ إِعْدَامِيْ يَا رَاحِلَةْ يَا رَاحِلَةْ إِفْتَعَلَ بِيْ تِرْيَاقًا لـِ الوَجَدِ